الوقف

قال تعالى


ثقافة الوقف الاسلامي

 

 ما أروع هذا الدين حين يجمع بين شؤون الدنيا والآخرة، الفرد والجماعة، الروح والجسد! فهو دين كامل شامل. ويهمني هنا تصحيح مفهوم الزهد والتزكية؛ فهو ليس إعراضا كاملا عن الدنيا، بل كيفية تسخيرها للآخرة، وكيف نعمّرها بما يرضي الله سبحانه الذي خلقنا من الأرض واستعمرنا فيها، أي طلب منا عمارتها. وإن مقولات بعض الصالحين عبر الزمان في احتقار شأن الدنيا، لا يُفهَم منها تطليقها بالكلية، حتى لا يتزوجها غيرنا، ونكون عالة عند هؤلاء في شأننا كله، كما حدث في أكثر من عصر من عصور أمتنا.
يقول الله تعالى: "وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الآخِرَةَ وَلا تَنسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا..." (القصص، الآية 77)؛ فهو نص صريح في ترجيح شأن الآخرة على الدنيا، ولكن لا بأن نلغي الدنيا، فنعم المال الصالح في يد العبد الصالح. ونتذكر حديث سعد بن أبي وقاص مع النبي صلى الله عليه وسلم، لما أراد سعد أن يوصي بكل ماله، ونزل المقدار إلى الثلث، وعقّب النبي صلى الله عليه وسلم بقوله: "إنك إن تذر أولادك أغنياء خير من أن تذرهم عالة يتكففون الناس". ونعلم أن المال عصب الحياة، وأن اليد العليا خير من اليد السفلى؛ كما لا بد من الإعداد المادي كما هو الإعداد الروحي والتربوي، ولا بد أن نكون أمة قوية.
ولعل موضوع الوقف في الإسلام من آكد وأروع صور الإنفاق في سبيل الله تعالى. وهو صورة من صور الصدقة الجارية؛ حين يحبس المسلم مالا أو عقارا أو مصلحة ما على منافع المسلمين. فالوقف حبس الأصل وتسييل المنفعة. وللواقف أن يحدد المنفعة ويضع شروطه، ذلك أن القاعدة تقول إن شرط الواقف كنص الشارع. والمهم أين يعود نفع هذه الأوقاف، وهو ما يحدده الواقف.
إن كثيرا من مظاهر الحضارة الإسلامية العريقة قامت بسبب الأوقاف؛ ما يكون في الشأن الصحي، أو العلمي، أو الزراعي، أو الاقتصادي، أو مساعدة الفقراء والمساكين والأرامل والأيتام والمرضى والعجزة والمسنّين والمعاقين. فقد تنوّع المسلمون في مسالك الوقف، حتى تشعبت في مناحي الحياة كلها. فالدولة وحدها قد لا تستطيع الالتفات إلى كل شيء يحتاجه الناس، وقد تنهمك في مسائل عامة تشغلها، فيأتي الوقف لسد العجز من جهة، وتنويع المصالح التي يحتاجها الناس من جهة أخرى.
لقد وقف رسول الله صلى الله عليه وسلم، ووقف أصحابه المساجد والأرض والآبار والحدائق والنخيل. وما يزال الناس يقفون من أموالهم إلى يومنا هذا. إذ عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: "لما قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة وأمر ببناء المسجد قال: يا بني النجار: ثامنوني بحائطكم هذا؟ فقالوا: والله لا نطلب ثمنه إلا إلى الله تعالى" (رواه البخاري ومسلم). وعن عثمان بن عفان رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "من حفر بئر رومة فله الجنة". قال: فحفرتها (رواه البخاري). وفي رواية، أنه كانت لرجلٍ من بني غفار عين يقال لها رومة، وكان يبيع منها القربة بمد. فقال صلى الله عليه وسلم: تبيعنيها بعين في الجنة؟ فقال: يا رسول الله، ليس لي ولا لعيالي غيرها. فبلغ ذلك عثمان: فاشتراها بخمسة وثلاثين ألف درهم. ثم أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: أتجعل لي ما جعلت له؟ قال: نعم. قال: قد جعلتها للمسلمين.
وفي صحيح البخاري، عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: أصاب عمر بخيبر أرضاً، فأتى النبيَّ صلى الله عليه وسلم فقال: أصبت أرضاً لم أصب مالاً قط أنفس منه، فكيف تأمرني به؟ قال: إن شئت حبست أصلا، وتصدقت بها. فتصدق عمر على أن لا يباع أصلها، ولا يوهب ولا يورث، وإنما هي صدقة في الفقراء والقربى والرقاب وفي سبيل الله، والضيف، وابن السبيل، ولا جناح على من وليها أن يأكل منها بالمعروف، أو يطعم صديقاً غير متمول فيه.
هي حياة قصيرة، ويمكن لأحدنا أن يجعلها وسيلته إلى الجنة. ولا يدري أحدنا بأي عمل دخل به الجنة. ولا يجوز أن نحتقر من المعروف شيئا ولو صغر، فهو عند الله عظيم، وقد قال الرسول صلى الله عليه وسلم لبلال: اتق النار ولو بشق تمرة.
مطلوب من الأغنياء والميسورين أن يحيوا موضوع الوقف، خاصة مع كثرة جيوب الفقر من جهة، وتشتت مصالح المسلمين من جهة أخرى. وقد لا يفطن كثير من المحسنين إلى مسائل بعينها، كالتعليم مثلا، ورعاية مراكز القرآن، ورعاية الموهوبين من الفقراء وتدريسهم، وتشجيع مراكز نشر الفضيلة والوعي.. كل ذلك قد لا يفطن إليه الناس، وهو من أمس الحاجات.
أزعم أن كثيرا من الأغنياء لو زكوا أموالهم، فإنهم سيسهمون في سد ثغرات كثيرة في المجتمع. ولو وقف كثيرون من أموالهم وعقاراتهم ومصالحهم، فربما ساعدوا الحكومات المتعثرة، والتي هي في النهاية مساعدة للمجتمع كله والوطن؛ إذ المصالح مرتبطة ببعضها، ولكن ما يميز الوقف أنه لا تلاعب فيه ولا فساد )

 

أليات التبرع
من خلال الصراف
من خلال أقرب فرع للبنك الخاص بك
من خلال الهاتف المصرفي
من خلال موقع البنك على الإنترنت
من خلال أحد فروع الجمعية
من خلال الإتصال بمسؤول الموارد المالية في الجمعية : 966503645500+
من خلال تعبئة نموذج الإتصال
أخي المتبرع الكريم .. نأمل منك تعبئة هذا النموذج في حال رغبتك بالتبرع ليتم التواصل معك بالطريقة التي تختارها كما تسعد الجمعية بإطلاعك على ما يستجد من نشاطات أو فعاليات
**قيمة السهم: 1000 ريال ويمكن التبرع بأي مبلغ ويحصل المتبرع بقيمة سهم أو أكثر على شهادة وقف


الاسم الرباعي
المبلغ
رقم الجوال
البريد الإلكتروني
التليفون
الفاكس
صندوق البريد
الرمز البريدي
العمل
تليفون العمل
العنوان
افضل طريقة للتواصل رقم الجوال            التليفون            الفاكس            صندوق البريد            البريد الإلكتروني




حساباتنا البنكية

البنك رقم الحساب ايبان IBAN
مصرف الراجحي 565608010000369 SA8980000
البنك الأهلي التجاري 39216700000305 SA64100000