قدم الدكتور ياسر الصعبي مدير مركز الزامل للسمع والتخاطب بجمعية عنيزة للتنمية والخدمات الإنسانية-تأهيل محاضرة بعنوان العلاج باللعب ودوره في تطوير مهارات اللغة في مرحلة التدخل المبكر، وذلك في قاعة المحاضرات والمؤتمرات في مبنى الأمانة العامة بمجمع الجفالي للرعاية والتأهيل، ويأتي ذلك ضمن البرامج التوعوية باضطرابات النطق واللغة والسمع المعتمد من جمعية النطق واللغة والسمع الأمريكية (آشا) حيث تركزت محاور المحاضرة على العديد من المواضيع الهامة ومنها ، تعريف اللعب، ووصف مراحل اللعب المختلفة، والتعرف على المراحل التطورية للعب، ووصف مراحل اللعب الاجتماعي، والتعرف على الطرق العلاجية باللعب، والتعرف على أهمية وفوائد اللعب لجميع المراحل، وكيفية تعزيز التفاعلات بين الأقران التي تفيد مهارات الأطفال اللغوية، كما أوضح الدكتور ياسر الصعبي خلال حديثه التحديات الشائعة التي يواجهها الأخصائيون عند محاولة تشجيع الأطفال على اللعب والتفاعل، كما تم مناقشة النصائح التي تهدف إلى مساعدة الأطفال والأباء على قضاء وقت ممتع معاً .. واستهدفت المحاضرة أخصائيو النطق واللغة والسمع، وأخصائيو التربية الخاصة ومعلمات الروضات والصفوف الابتدائية الأولى، موضحًا الدكتور ياسر الصعبي بأن اللعب هو الطريقة التي يتعلم بها الأطفال ويطورون المهارات الحاسمة والمهمة ويستكشف الأطفال عالمهم من خلال اللعب، وقال الدكتور ياسر الصعبي بأن اللعب هو أيضاً الطريقة التي يتعلم بها الأطفال المهارات الأكاديمية مثل اللغة والقراءة، والكتابة، والرياضيات، والفهم. ليس هناك وقت أفضل لطفلك لتعلم مهارات التواصل من خلال قضاء وقت ممتع واللعب مع أحبائهم، وأشار الدكتور ياسر الصعبي بأنه من المهم جداً لطفلك سماعك تقول الكلمات، الا إن الأهم هو أن يشارك الأطفال بنشاط في التفاعلات، وهناك الكثير الذي يمكن للوالدين القيام به للحفاظ على تفاعلاتهم لأطول فترة ممكنة لمنح الطفل أفضل الفرص للتعلم والتطور، وأكد الدكتور ياسر الصعبي بالقول " بأن اللعب يعتبر من أفضل الطرق لجمع العائلة معًا، والجميع يحب المرح، ولكن ليس كل شخص لديه ما يكفي منه، واللعب هو فرصة للتخلص من ثقل التوتر، والشعور بالبهجة، وعيش اللحظة، ويعد اللعب ضروريًا عند الأطفال لتنمية المهارات الحركية الإجمالية والمرونة المعرفية والتناغم العاطفي وقدرات العمل الجماعي، من خلال اللعب مع الآخرين، ويتعلم الأطفال فن التواصل، ويأتون للتعرف على تعابير الوجه ولغة الجسد، موضحًا إنهم يتعلمون كيفية بدء المحادثات ومواصلتها، وكيفية التعبير عن أفكارهم ورغباتهم بطريقة لا تسبب مشاكل وتضع حدًا للعبة الجماعية، ومعرفة ما يعنيه الناس ليس بالأمر السهل دائمًا، ويجب أن يتعلم الأطفال فك رموز ما يقوله الناس - وما لا يقولونه - من خلال الاستماع والمراقبة، وفي بعض الأحيان التقاط أدلة دقيقة للغاية، وقال بأن اللعب التظاهري مهم بشكل خاص لتطوير التواصل لدى الأطفال ومحو الأمية، وتعتمد فكرة أن الحرف يمثل صوتًا على الرمزية - وهو مفهوم يفهمه الأطفال عندما يتظاهرون بأن صندوقًا من الورق المقوى هو قلعة، أو أن الحذاء هو سيارة سباق، كما يمنح لعب الأدوار الأطفال فرصة لاستخدام الكلمات التي سمعوا أن البالغين والأطفال الآخرين يستخدمونها، ويساعد على تحسين مفرداتهم. مع تقدمهم في السن، تساعد الألعاب المبنية على الكلمات في تعزيز مهارات اللغة والقراءة والكتابة، واللعب ليس مجرد متعة وألعاب - فهو أيضًا أداة تعليمية مهمة! من خلال اللعب، يتعلم الأطفال كيفية التفاعل مع الآخرين وتطوير المهارات الأساسية مدى الحياة. يساعد اللعب التعاوني الأطفال على صقل مهاراتهم الاجتماعية أثناء اكتشافهم كيفية التفاوض على ديناميكيات المجموعة. فهو يساعدهم على تعلم كيفية التعاون والتسوية مع الآخرين، والتعرف على مشاعر الآخرين والاستجابة لها، والمشاركة، وإظهار المودة، وحل النزاعات، والالتزام بالقواعد. وفي المقابل، تساعد هذه الدروس المبكرة المهمة الأطفال على فهم أدوار المجتمع وقواعده. مؤكدًا بأن المهارات الاجتماعية ضرورية ليس فقط لتكوين العلاقات، ولكن أيضًا لدعم النجاح الأكاديمي، واستشهد الدكتور ياسر الصعبي بأن إحدى الدراسات وجدت أن أفضل مؤشر للأداء الأكاديمي في الصف الثامن هو المهارات الاجتماعية للطفل في الصف الثالث، وأن إحدى أفضل الطرق لتحفيز نمو الدماغ وتعزيز هذه المهارات القيمة هي اللعب مع طفلك أثناء استكشافه للأشياء والمساحات المادية، وتعلم كيفية معالجة المشاهد والأصوات، منذ الولادة وحتى سن الثالثة، وتتطور أدمغة الأطفال بمعدل أسرع من أي وقت آخر في حياتهم بأكملها، وهذا هو الوقت الذي سيبدأون فيه التعلم وفهم المهارات المعرفية حقًا مثل الانتباه والتفكير وتذكر الأشياء التي تعلموها واختبروها والمهارات الحركية. يمنح اللعب الموجه ذاتيًا الأطفال الفرصة لصقل مهاراتهم في اتخاذ القرار. يعد اختيار لعبة، والتركيز على هذا النشاط، ومشاهدتها حتى النهاية، عنصرًا مهمًا في التحكم المعرفي، ويساعد على صقل مهارات التخطيط ومدى الانتباه.وعندما يواجه الأطفال مشكلة أثناء اللعب، فإن ذلك يختبر تفكيرهم وحكمهم، وقدرتهم على إيجاد الحل. 

أظهرت العديد من البحوث والدراسات أنه كلما زادت مشاركات الطفل وهو صغير بالتفاعلات، كلما كان ذلك أفضل للمهارات اللغوية في وقت لاحق من الحياة، وأكدت نتائج الأبحاث أيضاً أن الأطفال يتعلمون التواصل من خلال تفاعلات ممتعة مع مقدمي الرعاية لهم. لذلك، يعد الاستمتاع أثناء التفاعلات جزءًا أساسيًا من تعلم اللغة للأطفال، ولهذا السبب يتم التركيز عليه في جميع البرامج العلاجية للآباء.كما أظهرت العديد من الدراسات أن الأطفال الذين تم تعليمهم من خلال التعلم القائم على اللعب لديهم موقف أكثر إيجابية تجاه التعلم، ومفردات أوسع وحل المشكلات المتقدمة، والتفكير الجانبي والمهارات التحليلية، ولقد تم منذ فترة طويلة الاعتراف بالتعلم من خلال اللعب والتعلم القائم على اللعب باعتبارهما طريقتين ناجحتين للغاية للتدريس في التعليم في السنوات الأولى - سواء في الفصل الدراسي أو في المنزل. التعلم الممتع والجذاب، عن طريق اللمس والبصر، يحسن التركيز، ويطور المهارات الحركية الدقيقة ويدعم فهم المفاهيم الحسابية المبكرة والأساسية، مثل تقنيات العد والفرز، لكي يكون ويظل التفاعل ممتعًا للأطفال، ستحتاج إلى التأكد من أن ثلاثة مكونات مهمة تعمل جنبًا إلى جنب، الاهتمامات والفضول – يجب أن يعتمد التفاعل على اهتمامات الطفل وفضوله – وهذا يعني أن التفاعل يجب أن يتضمن أنشطة يجدها الطفل ممتعة، استجابة الوالدين - عندما يستجيب الآباء لاهتمامات الطفل وما يتواصلون معه (أي يستجيبون بسرعة وإيجابية)، تظهر الأبحاث أن تعلم اللغة يتسارع. 

التحفيز – عندما يستجيب أحد الوالدين، يشعر الطفل بالكفاءة والتواصل، مما يحفزه على البقاء في التفاعل واستخدام مهارات التواصل والتفاعل الخاصة به، ويؤدي الاستمتاع بالمرح واللعب إلى تحسين جودة التفاعلات بين الوالدين والطفل. عندما يستمتع الآباء والأطفال بالتفاعل، فإن ذلك سينعكس بشكل قوي على تطور اللغة لدى الطفل. يكون الآباء أكثر استجابة عندما يستمتعون بالتفاعل مع أطفالهم، مما يزيد من كمية التواصل المتبادل. لذلك، يمكننا أن نرى أن الأطفال يبقون في التفاعلات لفترة أطول عندما يستمتع آباؤهم. ولا بد من التنويه أن ما يجده الطفل ممتعًا يتغير بمرور الوقت. عندما يتقن الطفل إحدى مهارات التفاعل أو اللغة، فإن ذلك سيقوده بطبيعة الحال إلى البحث عن أفكار جديدة. إن إيلاء اهتمام وثيق للتحولات في اهتمامات كل طفل وفضوله وتحفيزه سيمنع المرح من التحول إلى الملل أو الإحباط.
 
عندما لا يتطور الطفل اللغوي كما هو متوقع، يتم تشجيع العديد من الآباء على تسجيل أطفالهم في بيئة الطفولة المبكرة. والسبب هو أن أطفالهم سيستفيدون من اللغة التي يسمعونها في الفصل الدراسي، سواء من المعلمين أو من الأطفال الآخرين. ولكن من أجل التعلم من أقرانهم، يحتاج الأطفال الذين يعانون من تأخر المهارات اللغوية إلى اللعب والتفاعل بانتظام مع الأطفال ذوي المهارات اللغوية الأقوى، كلما لعبت أكثر، كلما عززت إبداعك وزادت أفكارك. وكما قال كارل يونج: "إن خلق شيء جديد لا يتم عن طريق العقل، بل عن طريق غريزة اللعب"